ج ١٦، ص : ١٧١٧
إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ »
« إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ »..
وقد صدّرت سورة الإخلاص، والمعوذتين بعدها، بقوله تعالى :« قل » وهذا الأمر بالقول داخل فى مقول القول الذي يقوله النبي، ويقوله كل من يتأسّون به، فمطلوب من النبي، ومن المؤمنين أن يقولوا :« قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ..
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ.. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ »
.
. فهذا الأمر بالقول، هو قرآن متعبد به، وهو يعنى أن القرآن كلمات اللّه، وأنه لا تبديل لكلمات اللّه، وأن هذه الكلمات قد انطبعت فى قلب النبىّ صلوات اللّه وسلامه عليه، فهو يقرؤها من كتاب قلبه كما أنزلت عليه، دون تبديل فيها.. فإذا قيل له ـ صلوات اللّه وسلامه عليه :« قُلْ سُبْحانَ رَبِّي ».
. قال :« قُلْ سُبْحانَ رَبِّي »..
وإذا قيل له « قُلْ : إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ » قال :« قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ » وإذا قيل له :« يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ » ؟
قال :« يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ.. » وهكذا.
وقد عرضنا هذا الموضوع فى مبحث خاص، عند تفسير سورة « الجن ».

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الآيات :(١ ـ ٥) [سورة الفلق (١١٣) : الآيات ١ إلى ٥]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (٤)
وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (٥)


الصفحة التالية
Icon