ج ٢، ص : ٤١٩
شهادتهم نورا إلى نور ويقينا إلى يقين.. « وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً » (١٦٦ : النساء).
وقوله تعالى :« قائِماً بِالْقِسْطِ » صفة للإله المتفرد بألوهيته، كما شهد بذلك اللّه سبحانه، والملائكة، وأولو العلم.. والمعنى شهد اللّه والملائكة وأولو العلم أنه لا إله إلا هو قائما بالقسط، أي إلها قائما على الوجود بالعدل المطلق، فيما خلق وفيما نوّع وفرق من مخلوقات، وفيما قدر لكل مخلوق من صورة، ورزق، وأجل.. إذ ليس فى الإمكان أبدع مما كان.
وقوله :« لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » قد يكون توكيدا لما شهد اللّه به والملائكة وأولو العلم، أو يكون إقرارا بلسان الوجود كله بعد أن سمع تلك الشهادة فصدّقها، معترفا بوحدانية اللّه، مقرا بقيامه على ملكه بالعدل، مذعنا لعزته، راضيا بحكمه، فهو « لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ».
الآية :(١٩) [سورة آل عمران (٣) : آية ١٩]
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (١٩)
التفسير : بعد أن بين اللّه صفته التي ينبغى أن يؤمن عليها المؤمنون، وهو أنه لا إله إلا هو المتفرد بالألوهية، القائم على ملكه بالعدل، فإلى جانب سلطانه المطلق، عدله المطلق، وهو العزيز الذي تقوم إلى جانب عزته، حكمته، فلا يخاف أحد بغيا أو عدوانا من جهة العزيز الحكيم! ـ بعد أن بيّن اللّه صفته على هذا الوجه، بيّن دينه الذي يدين عباده به،


الصفحة التالية
Icon