ج ٢، ص : ٤٣٣
ويقتلون أنبياءه.. فكيف تصح لهم هذه الدعوى، وآخرها ينقض أولها ؟
فإن المحبّ الحقيقي يحبّ كل من أحبّ من يحبّ، وإلّا فحبّه لمن أحبّ نزوة طارئة، أو دعوى باطلة.
والعداوة التي يضمرها اليهود للنبىّ، والتي تستعلن فى كيدهم له ومكرهم به، لا تستقيم مع دعواهم بأنهم أحباء اللّه، فإن كانوا أحباء اللّه حقّا فليتّبعوا رسوله، وليستجيبوا لما يدعوهم إليه من كلمات ربّه.. إنهم لو فعلوا ذلك لصدقت دعواهم، ولأحبّهم اللّه حقّا، ولغفر لهم ذنوبهم، وما قطعوا من عمر طويل مع الشقاق والنفاق « وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ».
. فإن أبوا إلا شقاقا ونفاقا، فهم على دعوى باطلة.. إنهم ليسوا أحبابا للّه، بل هم أعداء محاربون له، كافرون بآياته وبرسله « فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ » وإنما حبّه للمؤمنين، فمن لبس الإيمان ظاهرا وباطنا، فهو من أولياء اللّه وأحبائه، ومن استبطن الكفر والنّفاق فهو عدوّ للّه، لا يكون محبّا ولا محبوبا.
الآيتان :(٣٣، ٣٤) [سورة آل عمران (٣) : الآيات ٣٣ إلى ٣٤]
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٣) ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٣٤)
التفسير : من تصريف اللّه فى ملكه أنه يؤتى الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعزّ من يشاء، ويذل من يشاء! وقد اقتضت حكمته ـ سبحانه ـ أن يصطفى من يشاء من عباده لتلقى هباته