ج ٢، ص : ٤٨٥
للّه ولدا، أو زوجا ـ هو كذب مبين، وبهتان عظيم.. وإن من صفات اللّه إلى جانب تفرده بالألوهية، تفرده كذلك بالعزة والحكمة.. وإن عزته ليست عزة جبرية وتسلط، وإنما هى عزة قائمة بالحكمة والعدل.
هذا هو إيمان المؤمنين باللّه، وذلك هو وصفهم له.. فإن آمن به أهل الكتاب على تلك الصفة، فقد اهتدوا ورشدوا، وإن تولوا فقد ضلوا وتعسوا.
وقوله تعالى :« فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ » وعيد لأولئك الذين أبوا أن يستمعوا إلى قوله الحق، وأن يستجيبوا لما يدعوهم الرسول إليه من الحق..
فوقوعهم تحت علم اللّه يكشف مستورهم، ويفضح أعمالهم، ويسجل جرائمهم التي سيجزون عليها.. ثم إن وصفهم بالمفسدين حكم بالإدانة عليهم، وبأنهم ـ بعد كفرهم ـ قد أصبحوا فاسدين ومفسدين، ومن كانت تلك صفته فالنار أولى به، وبئس المصير.
الآية :(٦٤) [سورة آل عمران (٣) : آية ٦٤]
قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (٦٤)
التفسير : هذه دعوة عادلة إلى أهل الكتاب.. يدعوهم فيها رسول اللّه، إلى كلمة يجتمع عليها المسلمون وأهل الكتاب، تلك الكلمة هى :« أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ » فالتوحيد الخالص للّه، توحيدا مصفّى من كل ضلالات الشرك وأوهامه ـ هو مضمون تلك الكلمة ومحتواها.


الصفحة التالية
Icon