ج ٢، ص : ٤٨٩
الْمُشْرِكِينَ »
فكيف ينتسب إليه المشركون ؟ وكيف تصحّ تلك النسبة، أو تستقيم على وجه ؟
الآية :(٦٨) [سورة آل عمران (٣) : آية ٦٨]
إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (٦٨)
بعد أن أبطل اللّه سبحانه دعوى اليهود والنصارى بنسبتهم إلى إبراهيم، الذي يدينون بغير ما كان يدين به، من توحيد اللّه، توحيدا خالصا مطلقا ـ بيّن اللّه سبحانه ـ من هم أولى الناس بإبراهيم وبالانتساب إليه، وبوصل دينهم بدينه..
وإن أولى الناس بتلك النسبة لهو النبي صلّى اللّه عليه وسلّم والذين آمنوا.. إذ كان دين محمد هو الإسلام للّه، والإقرار بوحدانيته، وكذلك إيمان المؤمنين بمحمد.. فكل من كان على إيمان باللّه كهذا الإيمان فهو أحقّ الناس بإبراهيم، وأقربهم نسبا إليه.
وفى قوله تعالى :« وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ » مع ما فيه من فضل سابغ على المؤمنين بولاية اللّه لهم، وضمّهم إلى جناب رحمته، فيه زجر لأهل الكتاب وتشنيع عليهم، وطرد لهم من ولاية اللّه لهم، ومن قبولهم فى المقبولين من عباده المؤمنين :« اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ » (٢٥٧ : البقرة).


الصفحة التالية
Icon