ج ٣، ص : ١٠٢٦
وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ.. »
هو بيان لهذه الحدود التي ينبغى للمحرم أن يلتزمها، ويقف عندها..
ومنها ألا يتحلل من شعائر اللّه.. والشعائر جمع شعيرة، وهى ما جعل شعارا، ومعلما من معالم الحج، من مواقف الحج، ومرامى الجمار، والمطاف، والمسعى وكذلك ما كان منها فعلا من أفعال الحج كالإحرام والطواف والسعى، والوقوف بعرفة، ورمى الجمار، والحلق، والنحر..
فهذه حدود يجب أن يلتزمها الحاجّ، ويؤديها على وجهها، ولا يغيّر من مكانها، أو صفتها.. وإلا كان محلّا لشعائر اللّه، مخالفا حكمه فيها..
ومنها : الشهر الحرام، ورعاية حرمته..
ومنها الهدى، وهو ما يساق إلى البيت، ويهدى إليه من شاء، أو بقر، أو إبل.. تقربا إلى اللّه.. فهذا الهدى له حرمته، وعلى الحاج أن يرعى له هذه الحرمة، وألا يمدّ إليه يدا بأذى، أو عدوان.. لأنه موجّه إلى اللّه، ومساق إلى بيت اللّه، والعدوان عليه عدوان على اللّه! ومنها : القلائد : جمع قلادة، وهى ما يقلّد به الهدى، كعلامة له، تدل على أنه مهدى إلى اللّه.. وفى تحريم العدوان على قلادة الهدى، مبالغة فى تأثيم العدوان على الهدى نفسه! ومنها : الذين يؤمّون البيت الحرام، ويقصدونه، فهم ضيوف اللّه، وعمّار بيته، والعدوان عليهم اجتراء على اللّه، وعدوان على حماه، ومن هم فى حماه.
فهذه حرمات، هى مواثيق موثّقة مع اللّه، والعدوان عليها نقض لتلك المواثيق، وتحلّل منها.. وليس لأحد حرمة إذا تحلل من مواثيق اللّه،