ج ٣، ص : ١٠٤٧
هذا، ويمكن أن يكون هذا الميثاق الذي واثق اللّه به الذين آمنوا هو ذلك الميثاق الذي بايع به المسلمون رسول اللّه إذ دخلوا فى الإسلام، فقد كانت بيعتهم لرسول اللّه قائمة على :« السمع والطاعة فى المكره والمنشط » أي فى الضرّاء والسّرّاء. والعقد الذي وثّقه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم مع المؤمنين، هو عقد للّه، ومن ثمّ كانت إضافته إلى اللّه تعالى، تكريما للنبىّ، وتوثيقا بعد توثيق لهذا الميثاق العظيم.. « إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ » (١٠ : الفتح).
فكل من دخل الإسلام، دخل بهذا الميثاق، سواء شهده أو لم يشهده..
فلا إيمان بغير استجابة، ولا استجابة بغير طاعة وامتثال.
الآية :(٨ ـ ١٠) [سورة المائدة (٥) : الآيات ٨ إلى ١٠]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (٨) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٩) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (١٠)
التفسير : مما يدخل فى الميثاق الذي واثق اللّه به المؤمنين أن يكونوا « قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ » والقيام للّه هو الانتصار لشريعته والرعاية لأحكامه.. سواء فى محيط الإنسان فى ذاته، أو فى دائرة الجماعة الإسلامية كلها.. فحيثما كان للّه أمر أو نهى فى شأن من الشئون أو موقف من المواقف


الصفحة التالية
Icon