ج ٣، ص : ١٠٥٢
وعزّرهم النقباء الذين كان كل نقيب منهم على رأس جماعة من جماعاتهم، حتى يكون ذلك أقرب إلى لقائهم معه، واستجابتهم له، لأنه منهم أشبه بالأب من أبنائه، قرابة ومودة.. وهؤلاء النقباء هم رسل اللّه إليهم، ولهذا جاء قول اللّه عنهم. « وبعثنا » حيث يغلب مجىء هذا اللفظ فى بعث الرسل من عند اللّه إلى عباد اللّه..
وقوله تعالى :« وَقالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ » ـ هو الميثاق الذي أخذه اللّه عليهم، ووثقه معهم.
فهو ـ سبحانه ـ معهم، إن أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وآمنوا بما يبعث إليهم من رسل اللّه، وعزروهم، أي نصروهم، وبذلوا مما فى أيديهم فى وجوه الخير، أي أقرضوا اللّه قرضا حسنا، بلا منّ ولا أذى، ولا ربا..
إنهم إن فعلوا هذا كفّر اللّه عنهم سيئاتهم وأدخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار.. وإن كفروا فقد ضلوا سواء السبيل، وركبوا الطريق المؤدى بهم إلى جهنم.. وبئس المصير..
فماذا كان من القوم مع هذا الميثاق العظيم ؟
ذلك ما نجده فى قوله تعالى، فى الآية التالية :


الصفحة التالية
Icon