ج ٣، ص : ١٠٦١
وفى قوله تعالى :« قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا » وفى إضافة الرسول إلى اللّه بضمير المتكلم، تكريم للرسول الكريم، وتمجيد له، وتعظيم لشأنه، ولشأن ما يحمل بين يديه من ربّه، من هدى ونور.
الآية :(١٧) [سورة المائدة (٥) : آية ١٧]
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٧)
التفسير : وإذا كان النصارى ـ من أهل الكتاب ـ لم يعرفوا الداء الذي يكمن فيهم، وما يحمل إليهم القرآن من شفاء ـ فها هو ذا القرآن يضع يده على موضع الداء منهم..
إن جعلهم اللّه هو المسيح بن مريم، هو أصل الداء.. فما كان للّه أن يولد من رحم امرأة، وأن تكون نسبته إليها..
إن الإله الذي يتصور على تلك الصورة، هو إله هزيل، لا تلده إلا عقول لا تعرف جلال اللّه وعظمته، وقدرته..
وأين المسيح الإله وقوته وقدرته، أمام قوة اللّه وقدرته ؟
إن أراد اللّه أن يهلك المسيح بن مريم وأمه ومن فى الأرض جميعا.. فمن يقف لهذه الإرادة، أو يردّ عليها ما أرادت، أو بعض ما أرادت ؟
ألم تمت أمّ المسيح ؟
وإذا كان فى المسيح شك أنه لم يمت بعد، فهل من شك فى أنه سيموت ؟