ج ٣، ص : ١٠٨٦
سبيله، حتى يبتعدوا أكثر ما يمكن عن هذه المهالك، التي تأخذ المفسدين بأنواع النّكال والبلاء..
والدعوة إلى السلامة والنجاة، فى الحال التي يشهد الإنسان فيها مصارع الظالمين والبغاة، هى دعوة مستحابة، تتلقاها النفوس حفية بها، حريصة عليها..
حيث هى الحبل الممدود لنجاة من يمسك به، فى هذه الريح العاصف، التي تنزع الناس، وتلقى بهم فى مهاوى الهلاك..
والوسيلة : هى ما يتوسل به إلى اللّه تعالى من الأعمال الصالحة التي ترضى اللّه، وتدنى الإنسان من ربه.
فالوسيلة فى اللغة، ما يتوسل به إلى أي أمر ابتغاء تحقيقه، وجمعها وسائل، ولكل أمر وسائله وأدواته التي يتوسل بها إليه، فمن أخطأته الوسائل، لم يبلغ من أمره ما يريد..
وتقوى اللّه هى مطلوب كل مؤمن باللّه، ورغيبة كل طامع فى رضا اللّه، ساع إلى مرضاته..
ولهذا فقد أمر اللّه تعالى الذين آمنوا، بالتقوى، فى قوله :« يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ».
. فليس الإيمان ـ مجرد الإيمان ـ هو الذي يطلب من المؤمن، ليكون فى عباد اللّه المؤمنين، وإنما الذي يحقق الإيمان، وينضج ثمرته، هو « التقوى ».
والتقوى هى اجتناب محارم اللّه، وامتثال أوامره، أو هى كما عرفها بعض العارفين :« ألّا يراك اللّه حيث نهاك وألا يفتقدك حيث أمرك ».
والتقوى على تمامها مطلب صعب المنال، غالى الثمن، لا يقدر على الوفاء به إلّا من رزقه اللّه قوة الإيمان، وثبات اليقين، ووثاقة العزم.. تلك هى بعض


الصفحة التالية
Icon