ج ٣، ص : ١١٠٨
بأحكامه وآدابه كما جاء بها، ثم هو وعيد لهم إذا هم انحرفوا عن الأخذ بما أنزل اللّه فيه، فتأوّلوه على غير وجهه، أو حرّفوا الكلم عن مواضعه.. إنهم حينئذ يحكمون بغير ما أنزل اللّه.. « وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ » أي الخارجون على دين اللّه، وما تلقى المسيح من ربه.. فلينظروا أي دين هم عليه بعد هذا الدين ؟.. وقد وصف الذين يحكمون بغير ما أنزل اللّه بثلاثة أوصاف.. الظالمون.. الكافرون.. الفاسقون.. فجمعوا الشر من جميع أطرافه.
الآية :(٤٨) [سورة المائدة (٥) : آية ٤٨]
وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ عَمَّا جاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٤٨)
التفسير : بعد أن بيّن اللّه سبحانه وتعالى، التوراة وما أنزل فيها من شريعة، والإنجيل وما حمل من آيات اللّه، وبعد أن دعا أصحاب التوراة والإنجيل أن يحكموا بما أنزل اللّه فيهما، وأن يقيموهما على ما نزلا به من الحق والهدى ـ بعد ذلك ذكر اللّه ـ سبحانه ـ القرآن الكريم، والنبىّ الذي تلقاه من ربه.
فقال تعالى :« وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ ».
. وفى هذا أمور :
١ ـ توجيه الخطاب للنبىّ من اللّه سبحانه وتعالى، وفى هذا تكريم للنبى الكريم، وتشريف لمقامه العظيم، وقربه من ربه جلّ وعلا..