ج ٤، ص : ١٤٢
هو بيان لبعض دواعى الإيمان باللّه فى نفس النبىّ، وفى نفس كل مؤمن باللّه، وهو أن الخوف من عذاب اللّه يوم القيامة، وطلب النجاة من هول هذا اليوم، هو داع صارخ يدعو الإنسان إلى أن يهرب من هذا البلاء، إلى الإيمان باللّه، واستجابة دعوته التي يدعو بها عباد اللّه.. فمن أبى، وعصى أن يستجيب للّه ويؤمن باللّه، فهذا يوم الحساب أمامه، والنار مثواه.
وقوله سبحانه :« مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ » أي أن من ينجو من عذاب هذا اليوم، ويسلم من الوقوع تحت وطأته ـ فهذا من فضل اللّه عليه، ورحمته به، وذلك بتوفيقه إلى الإيمان باللّه، والولاء له، والامتثال لأمره.. « وَذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ » إذ لا فوز بعد هذا الفوز، ولا ربح أعظم من هذا الربح.. حيث خلص الإنسان بنفسه من العذاب، ثم لم يقف به الأمر عند هذا الحدّ من الفوز والفلاح، بل أخذ بيده بعد هذا إلى جنات النعيم، وإذا هو فيمن رضى اللّه عنهم، وأفاض عليهم الجزيل من عطاياه ومننه.. « وَذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ».
الآيات :(١٧ ـ ١٩) [سورة الأنعام (٦) : الآيات ١٧ إلى ١٩]
وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٧) وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (١٨) قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (١٩)