ج ٥، ص : ٦١١
هو تطمين للمؤمنين، وتقوية لعزائمهم على مواجهة الكافرين، ولقائهم تحت راية القتال، إذا هم أصروا على ما هم فيه من كفر، ومن محادّة للّه ولرسوله وللمؤمنين.. فليثبت المؤمنون فى موقفهم هذا من الكافرين، وليقاتلوهم قتالا لا هوادة فيه، حتى لا تكون فتنة ويكون الدّين كله للّه، واللّه سبحانه وتعالى يتولى المؤمنين، ويمدّهم بنصره وتأييده، ومن كان اللّه مولاه وناصره فلن يهن أبدا، ولن يخذل أبدا.
وقوله تعالى :« نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ » إما أن يكون صفة للّه سبحانه، وصف بها ذاته، وإما أن يكون مقولة للمؤمنين، يلقون بها هذا الفضل العظيم الذي فضل اللّه عليهم به، فيما آذنهم به فى قوله :« فاعلموا أن مولاكم » ويكون هذا تلقينا من اللّه لهم، ولسان شكر يؤدون به للّه بعض ما وجب عليهم للّه، إزاء هذا العطاء الكريم الجزيل..
وإما أن يكون ذلك مقولة للوجود كله، نطق بها كل موجود، إذ سمع قول اللّه تعالى للمؤمنين :« فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ » فسبح الوجود كله بحمد اللّه، ليكون له نصيبه من تلك الولاية، التي تولى بها اللّه المؤمنين من عباده..
« أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ».
. فانضم الوجود كله إلى المؤمنين وشاركهم الاستماع إلى هذا الخطاب الكريم من رب كريم :
« فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ » فقال الوجود كله :« نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ».