ج ٦، ص : ١١٤٠
الآيات :(٤٠ ـ ٤٤) [سورة هود (١١) : الآيات ٤٠ إلى ٤٤]
حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (٤٠) وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (٤١) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ (٤٢) قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (٤٣) وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤٤)
التفسير :
قوله تعالى :« حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا » هو غاية لقوله تعالى :« وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ » أي وظل نوح يصنع الفلك، وينتظر أمر ربه فيما صنع، حتى جاءه أمر اللّه، وقد فار التنور حين اتصل الماء النابع من الأرض بالنار الموقدة فى التنور.. والتنور : هو مستوقد النار.
« قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ » هذه هى شحنة السفينة التي صنعها نوح..
قد أركب فيها من كل صنف من أصناف الحيوان زوجين، ذكرا وأنثى..
ثم أهله، إلّا من سبق عليه قضاء اللّه منهم، فلم يستجب له، ولم يؤمن باللّه..
ثم من آمن من قومه :« وَما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ » « وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ».
فباسم اللّه تجرى على هذا الماء، وباسم اللّه تستقر على اليابسة، بعد أن يأذن اللّه للماء أن يغيض، وللأرض أن تستقبل السفينة. فاللّه سبحانه هو المسيّر لها، وهو