ج ٦، ص : ١١٦٣
سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ » وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ »
(٨٠ ـ ٨١ : النحل) فذلكم مما للّه فى عباده.. خلقهم، ورزقهم، وأمدهم بأنعام وبنين وجنات وعيون.. فهل فى شرع العقلاء ما يقضى بالولاء لغيره، والتعبد لسواه ؟
« فَاسْتَغْفِرُوهُ.. ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ.. إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ».
ومع أن كثيرا من الناس فى غفلة عن اللّه، وفى عمى وضلال عن السبيل المستقيم إليه فإنه ـ سبحانه وتعالى ـ يبسط لعباده يد المغفرة والقبول، ويبعث للضالين رسلا من عنده، يدعونهم إليه، ويذكرونهم بآلائه ونعمه، ويهتفون بهم :« أن استغفروا ربّكم ثم توبوا إليه »..
والاستغفار، هو طلب المغفرة : مما كان منهم من كفر وضلال، قبل أن يهتدوا ويرشدوا، ويؤمنوا باللّه..
والتوبة، هى الرجوع إلى اللّه، بعد الشرود عنه، وذلك فى حال الإيمان، حيث يقع المرء فى معصية، فيبعد بها عن اللّه، فيكون رجوعه إليه سبحانه بالتوبة عما وقع فيه..
ولهذا جاء العطف « بثم ».
. لأنها تعطف مرحلة على مرحلة قبلها..
مرحلة الإيمان، على مرحلة ما قبل الإيمان، وهذا إشعار بأن كلّا منهما من عالم غير عالم الآخر.. وشتّان بين الإيمان والكفر، والنور والظلام! « قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجوّا قبل هذا ».
بهذا السّفه، كان ردّ القوم على تلك الدعوة الكريمة التي دعاهم إليها


الصفحة التالية
Icon