ج ٦، ص : ١٢٢٩
التفسير :
« الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ »..
بدأت هذه السورة بما بدأت به السورتان ـ يونس، وهود ـ قبلها، وكما بدأت به السورتان ـ إبراهيم والحجر بعدها.. لقد بدأت خمستها بهذه الأحرف الثلاثة :(ألف.. لام.. راء).. هكذا :
« الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ ».
. (يونس) « الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ».
. (هود) « الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ ».
. (يوسف) « الر كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ » (إبراهيم) « الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ ».
. (الحجر) ويلاحظ :
أولا : ذكر الكتاب، أو آيات الكتاب بعد هذه الأحرف.. وهذا يشير إلى ما بين هذه الأحرف وهذا الكتاب، وآيات الكتاب، من صلات..
وقد أشرنا إلى هذا فى أول سورة « هود » وقلنا : إن هذه الأحرف تشير إلى متشابه القرآن، وأن أوائل السور التي من هذا القبيل هى الآيات المتشابهات التي أشار إليها قوله تعالى :« مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ » وأن غيرها من آيات القرآن محكم ومفصل..
وثانيا : أنه إذا ذكر « الكتاب » لم يشر إليه، وأنه إذا ذكرت « آيات الكتاب » أشير إليها بحرف الإشارة « تلك » :
وهذا يشير إلى أن القرآن الكريم نسج واحد، وأنّه معجزة متحدّية،


الصفحة التالية
Icon