ج ٦، ص : ١٢٤٤
التفسير :
قوله تعالى :« فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ ».
جواب لمّا محذوف دلّ عليه المعطوف عليه بعده، وهوقوله تعالى :« وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ».
والمعنى : أنهم حين انطلقوا بيوسف بعد أن أخذوه من أبيهم، وأجمعوا رأيهم على أن يضعوه فى الجبّ، وأن يتركوه لمصيره، كانت عناية اللّه معه، فحفظه اللّه من الشرّ الذي دفعوا به إليه.. ثم صحبته عناية اللّه وحفّت به ألطافه.. وأوحى اللّه سبحانه وتعالى إليه أنه سيلتقى بإخوته يوما، وأنه سيخبرهم بهذا الذي كان منهم دون أن يعرفوه.. وهذا ما تحقق حين ملك يوسف أمر مصر، وجاءه إخوته يمتارون من خيرات مصر، حين حلّ الجدب بأرضهم، كما سيجيئ ذلك فى ختام هذه القصة.
« وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ ».
وهكذا الباطل يفضح نفسه، ويخزى أهله..!