ج ٦، ص : ٩٣٤
ـ وقوله تعالى :« ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ » إشارة إلى الإله الحق، الذي ينبغى أن توجّه إليه الوجوه، وتسجد له الجباه.
ـ وفى قوله تعالى :« أَفَلا تَذَكَّرُونَ » تسفيه لهؤلاء الضالين، وتسخيف لأحلامهم، التي تركب الضلال، وتتنكب طريق الحق، وبين يديها صبح مشرق مبين.
قوله تعالى :« إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ ».
هو استعراض لبعض قدرة اللّه، وفيه وعيد للكافرين، وأنهم ليسوا كما ظنّوا وقالوا :« إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ » (٣٧ : المؤمنون) لقد كذّبتهم أنفسهم، وغرّهم باللّه الغرور..
« أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ » (٤ ـ ٦ : المطففين) « ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ » (٥١ ـ ٥٦ : الواقعة).
فالبعث أمر حكم اللّه به، حكما لا مردّ له.. « إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا »..
ـ وفى قوله تعالى :« إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ » إشارة إلى إمكانية إعادة الخلق بعد موتهم، فإن ذلك لا يعجز من خلق الخلق ابتداء، وجاء بهم على