ج ٦، ص : ٩٤٦
ويقول جلّ وعلا :« وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ » (٢٠ : الحديد) ويقول سبحانه :« وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى » (١٧ : الأعلى) ويقول تبارك وتعالى :« وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ » (٣٠ : النحل) ويقول سبحانه :« وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ » (٢٦ : الرعد) وإذن، فهناك حياة آخرة! وإذا كانت هناك حياة آخرة، فمن الطبيعي أن ينتقل إليها الإنسان بما حصّل فى حياته الأولى، وما جمع من خير أو شر، وما عمل من حسن أو قبيح.. فانتقال الإنسان من هذه الدنيا، لا يقطعه عما كان له فيها من عمل..
بل إن عمله كلّه سيصحبه إلى عالمه الجديد، كمن ينتقل من بيت إلى بيت، ومن بلد إلى بلد، نقلة إقامة واستقرار.. إنه يحمل كل ما فى داره الأولى إلى داره الثانية.. غاية ما هناك من فرق، هو أنه لا يتكلف لذلك جهدا ولا مشقة، بل سيجد كل ما عمل قد سبقه إلى هناك! إلى داره الجديدة، وإلى عالمه الجديد! وأرانا بهذا قد أجبنا على سؤال سألناه آنفا، وهو :
ما وقع هذا الجزاء المؤجل، على الإنسان الذي مات وصار رميما وترابا ثم يبعث بعد هذا الزمن الطويل الذي لا يعلم إلا اللّه مداه ؟
لقد عرفنا أن ليس هناك فترة انقطاع بالموت فى حياة الإنسان الممتدة من