ج ٧، ص : ١٠٩
ـ وقوله تعالى :« قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ »..
هو ردّ على تعلّات هؤلاء الكافرين، وردع لهم، وأنهم لن يؤمنوا أبدا..
إذ أنهم لم يكونوا ممن أرادهم اللّه سبحانه للإيمان، ودعاهم إليه، لما علم من فساد طبيعتهم.. واللّه سبحانه وتعالى يقول :« وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ » (٢٣ : الأنفال).. أما أهل الإيمان، فقد دعاهم اللّه سبحانه وتعالى إليه، ويسّر لهم الإيمان به، إذ كانوا على فطرة قابلة للخير، مستجيبة للحق، متهدّيه إلى الإيمان، واللّه سبحانه وتعالى يقول :
« وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً » (١٧ : محمد) ويقول سبحانه :« وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً » (٧٧ : مريم).
قوله تعالى :« الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ » ـ هو بدل من قوله تعالى « مَنْ أَنابَ » يعنى أنه سبحانه يهدى من أناب إليه من عباده، أي رجع إليه، ووجه وجهه إلى رحابه..
وهؤلاء هم المؤمنون الذين استجابوا للّه والرسول واطمأنت قلوبهم بذكر اللّه..
ـ وفى قوله تعالى :« وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ » إشارة إلى أن من علامات أهل الإيمان، أنهم إذا ذكروا اللّه، أو ذكّروا به، اطمأنت قلوبهم، واشتملت عليهم السكينة، وغشيهم الأمن والسلام..
ـ وفى قوله تعالى :« أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ » توكيد لهذا الخبر الذي تضمنه قوله تعالى « وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ.. »
وقوله تعالى :« الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ » هو توكيد لقوله تعالى :« أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ».
. حيث أن ذكر اللّه يقيم الإنسان على الإيمان باللّه، ويمسك به فى مجال العمل الصالح، فيحيا


الصفحة التالية
Icon