ج ٧، ص : ١٣٨
حديث عن عيسى عليه السلام، وأنه عبد من عباد اللّه، وليس ابنا للّه، ولا إلها مع اللّه، وأن من يعبده على هذا المفهوم الخاطئ، كان كافرا باللّه ـ ساءهم ذلك وأنكروه..
وثالثا : ليس كل اليهود والنصارى وقف من الرسول الكريم، ومن كتاب اللّه الذي بين يديه، موقف الكفر به والتكذيب له، بل كثير منهم كان على انتظار لظهور هذا النبىّ، تحقيقا للبشريات التي بشرت بها عنه التوراة والإنجيل.. فلما جاء النبىّ لم ينكروه، بل تهيأت نفوسهم لاستقباله، واختبار ما عنده من كلمات اللّه.. فكانت كلما نزلت آيات من القرآن الكريم كشفت لهم دلائل جديدة تزيد من إيمانهم بالرسول، ومن تيقّنهم بصدقه..
فيفرحون لذلك ويستبشرون..
ـ قوله تعالى :« قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ »..
هو ردّ على موقف أهل الكتاب الذين ينكرون بعض ما أنزل على النبي، وإنكار لموقفهم هذا من رسول اللّه، وكتاب اللّه..
فماذا ينكر أهل الكتاب من رسول اللّه ومن الكتاب الذي معه ؟
إنه يعبد اللّه.. إلها واحدا لا شريك له..
وهو ـ صلوات اللّه وسلامه عليه ـ بهذه الدعوة يدعو عباد اللّه، إلى الإيمان باللّه.. إلها واحدا لا شريك له..
فماذا فى هذا الكتاب الذي بين يدى الرسول، والذي هو دستور دعوته ـ ماذا فيه مما يخرج عن هذه الدعوة حتى ينكره المنكرون، ويكفر به الكافرون ؟
أليس أهل الكتاب مؤمنين بما فى كتبهم ؟ أو ليست كتبهم من عند اللّه