ج ٧، ص : ١٤٥
النبيّ، عالم بما كان منه من أمانة فى تبليغ ما أمر بتبليغه من ربه، وما كان منهم من تكذيب وبهت وكفر! ـ وقوله تعالى :« وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ » معطوف على فاعل الفعل « كفى » وهو لفظ الجلالة « باللّه » والباء حرف جرّ زائد.. أي كفى اللّه شهيدا بينى وبينكم، وكذلك من عنده علم الكتاب منكم، أي أهل العلم، فإنهم يعلمون أنى مرسل من عند اللّه! وهذا ما يشير إليه قوله تعالى :« الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ » (٢٠ : الأنعام) وقوله تعالى :« وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ » (٣٦ : الرعد) وقوله سبحانه :« الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ » (٥٢ : القصص) وقوله جل شأنه :« أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ » (١٩٧ :
الشعراء) فعلماء بنى إسرائيل يعلمون صدق الرسول، وصدق ما جاء به من عند اللّه.
وإن كتمه بعضهم، وآمن به بعضهم.. وهم شهود على الكافرين المكذبين من قومهم.. « وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها » « وكفى بالله شهيدا »