ج ٧، ص : ١٥٢
السلطان الجبار، من بلاء. فقال :« يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ » أي يسوقونكم كما تساق الأنعام، ولكن لا إلى المرعى الذي تجد عنده شبعها وريّها، بل إلى العذاب، الذي تصلون ناره، وتتقلبون على جمره..
يقال : سامه على كذا، أي حمله عليه، وأورده إياه.. وسام فلانا الأمر :
كلفه إياه ومنه السائمة، وهى الأنعام التي يسوقها الراعي إلى المرعى..
ـ قوله تعالى :« وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ » هو بيان لبعض ما كان يأخذ به فرعون بنى إسرائيل من بلاء.. إذ يذبّح أبناءهم، ويستأصل ذراريهم، ويستحيى نساءهم، أي يبيح حرماتهن، ويعرضهن لما تستحى الحرّة منه.
وقيل :« يَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ » أي يستبقونهن أحياء، فلا يقتلونهن، كما يقتلون الأبناء.. وبهذا يتضاعف البلاء على الأمهات.. إذ يلدن، ثم يذبح أمام أعينهن ما يلدن.. وفى هذا موت بطيء لهن، وعذاب أليم، تحترق به قلوب الأمهات.. ولهذا جاء قوله تعالى :« وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ » ـ وصفا كاشفا لتلك الحال التي أخذ بها فرعون بنى إسرائيل من عذاب ونكال.
قوله تعالى :« وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ ».
. تأذّن ربكم : أي أذن، وحكم، وقضى..
وما قضى اللّه به هو أنه ـ سبحانه ـ يزيد الشاكرين لنعمه وأفضاله، نعما وأفضالا.. أما من كفر باللّه، وبنعمه، فله عذاب شديد، وبلاء عظيم، فى الدنيا والآخرة جميعا.
قوله تعالى :« وَقالَ مُوسى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً