ج ٧، ص : ١٥٤
التفسير :
قوله تعالى :« أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ؟ » ـ يجوز أن يكون من كلام موسى، خطابا لقومه، وتذكيرا لهم بأيام اللّه، وما يجرى فيها على عباده.. ويجوز أن يكون كلاما مستأنفا، خطابا من اللّه ـ سبحانه وتعالى ـ للمخاطبين من أمة النبي « محمد » صلوات اللّه وسلامه عليه..
والنبأ : الخبر ذو الشأن، الذي يغطّى ذكره على ما عداه من الأخبار.
وفى هذا الاستفهام :« أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ » ـ تهديد للمخاطبين، وإنذار لهم بأن يصيروا إلى مثل مصير هؤلاء الأقوام، الذين كذبوا رسلهم، ومكروا بهم، إذا لم يبادر هؤلاء المخاطبون، فيصدقوا برسول اللّه، ويستجيبوا لما يدعوهم إليه، مما فيه رشدهم وخيرهم..
وقوله تعالى :« قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ » ـ هو بيان لقوله تعالى :« الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ».
. فالذين من قبل هؤلاء المخاطبين، هم قوم نوح، وقوم عاد، وقوم ثمود، وقوم صالح، وأقوام كثيرون جاءوا بعدهم، وجاءهم رسل اللّه.. فكانوا جميعا على طريق واحد، من العناد والضلال، والتكذيب برسل اللّه، والكيد لهم.