ج ٧، ص : ١٧٤
الحياة، والنمّاء، كذلك يعرف الكلام الطيب، وما بثمر من ثمر طيب، والكلام الخبيث وما يثمر من خبيث، إذا هو وقع من النفوس الموقع، الذي يهيىء له حياة، ويقيم له وجودا.
ونعود إلى كلمة التوحيد :« لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ ».
. باعتبارها الأمّ الولود لكل طيّب.. فماذا نجد فيها من ثمار طيبة ؟.
ونعود فنؤكد مرة أخرى، أنّها من حيث هى كلمة، مجرد كلمة، يتلفظ بها اللسان، ثم لا يعقلها العقل، أو يمسك بها القلب، أو تنفعل بها المشاعر ـ هى على لسان المتلفظ بها، شبح كلمة، أو صدى صوت، لا مفهوم لها، ولا ثمرة ترجى منها.. تماما كنواة الشجرة الطيبة تلقى على حجر صلد.
أمّا إذا صادفت هذه الكلمة الطيبة المباركة، أذنا واعية، وعقلا ذاكرا، وقلبا حافظا، ومشاعر مستجيبة للخير، متجاوبة معه.. فقل ما تشاء فيما تعطى هذه الكلمة الطيبة المباركة من أكل مباركة طيبة..
فبكلمة « لا إله إلا اللّه » ينتقل الإنسان من الكفر إلى الإيمان، ومن الظلام إلى النور، ومن الموت إلى الحياة.. بهذه الكلمة المباركة الطيبة يستفتح الإنسان أبواب الخير كلها، فى الأرض وفى السماء..!
وبهذه الكلمة المباركة الطيبة يرتفع الإنسان فوق هذا التراب الذي يدبّ عليه، إلى الملأ الأعلى، فإذا هو من أهل هذا الملأ، بل هو فى حضرة ربّ العزّة.. يناجيه، ويتلقّى منه ما يهنأ به، من فواضل كرمه، وسوابغ وجوده وإحسانه!.
وبهذه الكلمة المباركة الطيبة، وبهذا المقام الكريم الذي ارتفع إليه صاحبها، يشرف الإنسان من عل على هذا الوجود الأرضىّ، فيرى كل شىء فيه صغيرا.. الدنيا ومتاعها، والمال وشهوته، والسلطان وجاهه، والشباب


الصفحة التالية
Icon