ج ٧، ص : ٢٦٥
هؤلاء الذين يقفون فى طريقه، يهزءون به، ويسخرون منه، وليس هذا منهم وحسب، بل إنهم ليجعلون مع اللّه إلها آخر.. فجريمتهم جريمتان.. استهزاء بالنبيّ، وكفر باللّه، وواحدة منهما مهلكة لمقترفها، فكيف بمن اقترف الجريمتين معا ؟.
ـ وفى قوله تعالى :« فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ » تهديد ووعيد لهؤلاء المستهزئين بالرسول، الكافرين باللّه..
قوله تعالى :« وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ».
التعبير بفعل المستقبل « نعلم » مع أن علم اللّه سبحانه وتعالى حاضر ـ إشارة إلى أن ما كان من المشركين من استهزاء بالنبي، وما يكون منهم، فإن اللّه يعل مه علما قديما قبل أن يكون، وعلما مقارنا للفعل بعد أن يقع.
وما يقوله المشركون مما يضيق به صدر النبي، هو ما يرمونه به من قولهم :
شاعر مجنون، وقولهم : هو كاذب، وقولهم : هو ساحر.. مما حكاه القرآن من مقولاتهم الحمقاء فى النبىّ الكريم..
ـ وقوله تعالى :« فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ » هو إلفات للنبى ألّا يعطى أذنه لهذا اللغو الذي يلغو به هؤلاء المشركون، وأن يدع أمرهم إلى اللّه، فهو الذي يعلم ما يأتون من منكرات فى جانب النبىّ، واللّه سبحانه هو الذي يتولّى حسابهم، ويكفيه استهزاءهم.. ومن ثمّ وجب على النبىّ أن يتجه بكيانه كله إلى حمد ربّه، والسجود له، حمدا وشكرا، على ما أولاه من نعمه، وأفضاله..
ـ وقوله تعالى :« وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ » معطوف على ما قبله وهو


الصفحة التالية
Icon