ج ٧، ص : ٢٩٣
التفسير :
قوله تعالى : َلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ».
الخطاب هنا لهؤلاء المشركين من أهل مكة، الذين قالوا فيما أنزل اللّه :
هذا « أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ».
. فكفروا باللّه، وكذبوا رسوله..
والاستفهام إنكارى، ينكر اللّه سبحانه وتعالى عليهم هذا الموقف المنادي الضّال، الذي يقفونه من الرسول الكريم، ومن آيات اللّه التي بين يديه.. فماذا ينتظرون بعد هذا البيان المبين، وتلك الحجة الدامغة!َلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ »
أي هل ينظرون فى هذا الموقف الضالّ إلّا أن تأتيهم الملائكة، تشهد لهم أن محمدا رسول اللّه، وأن الكتاب الذي بين يديه هو كلمات اللّه ؟ لقد طلبوا ذلك فعلا فيما حكاه القرآن عنهم فى قوله تعالى :« وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ » (٦ ـ ٧ : الحجر).. أم هل ينظرون أن يأتى أمر اللّه، وهو العذاب الذي أخذ به الظالمين قبلهم، فيهلكهم بعذاب من عنده كما


الصفحة التالية
Icon