ج ٧، ص : ٣٦١
سُلْطانٌ »
(٦٥ : الإسراء).. وعباد اللّه، هم الذين يتعاملون مع اللّه، ويعادون عدوّ اللّه.
قوله تعالى :« إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ »..
الذين يتولون الشيطان هم الذين يوالونه، ويسلمون إليه زمام أمرهم، فلا ينظرون إليه نظر العدوّ المتربص بهم، ولا يلقون كيده، ومكره بأى شعور محاذر منه..
فهؤلاء هم أولياء الشيطان.. وهؤلاء هم الذين أصبحوا رعيّة للشيطان، يتسلط عليهم كيف يشاء، ويسوقهم إلى المرعى الذي يريد.. وهو مرعى وبيل..
لا ينبت فى أرضه إلا الخطايا والآثام..
ـ وفى قوله تعالى :« وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ » ـ الباء فى « به » للسببية، والضمير يعود إلى الشيطان.. والمعنى أن الشيطان إنما يتسلط بسلطانه على من يستسلمون له، ويتخذون وليّا من دون اللّه، ويصبحون بسبب هذا الولاء له، من المشركين باللّه. لأنهم عبدوا الشيطان من دون اللّه.
قوله تعالى :« وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ.. بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ».
[مع النسخ.. مرة أخرى ] أكثر المفسرين على أن الآية الكريمة نصّ فى تقرير النسخ فى القرآن، وتبديل آية بآية.. ولهم على ذلك كلمة « بدّلنا » التي تدل على التبديل، وإحلال آية مكان آية.. ثم قوله « وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ » فيه قرينة دالة على أن التبديل واقع فى المنزّل من عند اللّه، وهو القرآن.. ثم ما يظاهر هذا من قوله تعالى :« ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها ».
. فهذه