ج ٧، ص : ٦٤
التفسير :
هذه السورة « مكية » ـ وقيل إنها « مدنية » وسورة « يوسف » التي قبلها « مكية » باتفاق، ومع هذا فقد كان بدء هذه السورة متلاقيا مع ختام السورة التي قبلها، وهذا يرجح القول القائل بأنها مكية.
فقد ختمت سورة « يوسف » بالآية الكريمة :« لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ».
والآية ـ كما أشرنا إلى ذلك من قبل ـ تنفى عن القرآن الكريم أن بكون قد شابه شىء من الكذب أو الشك، إذ كان مصدّقا لما تقدمه من الكتب السماوية، شاهدا لها بأنها من عند اللّه.
وقوله تعالى :« المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ » ـ هو توكيد لنفى الشّبه والرّيب عن القرآن الكريم، وتقرير بأنه الحقّ من رب العالمين، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.
والإشارة « بتلك » مشار بها إلى « المر ».
. تلك الحروف المقطعة..
أي أنه من تلك الحروف وأمثالها من حروف الهجاء، قد نظمت آيات القرآن