ج ٧، ص : ٩٢
أو جعلوها شركاء للّه.. أهذه الآلهة تخلق كما يخلق اللّه ؟ وهل لها فى هذا الوجود شىء خلقته، حتى يكون لهؤلاء المشركين وجه من العذر حين ينظرون ـ إن كان لهم نظر ـ فيرون أن لهذه الآلهة خلقا خلقته، وعندئذ يتشابه الخلق عليهم فلا يفرقون بين ما خلق اللّه، وما خلق غير اللّه، أذلك ما يقع عليه نظرنا إلى هذا الوجود ؟ وهل يستطيع مشرك أن يمسك بنظره مخلوقا واحدا لهذه الآلهة الم عبودة لهم ؟ « يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ.. ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ » (٧٣ : الحج) فكيف يستوى من يخلق ومن لا يخلق ؟ « أَفَلا تَذَكَّرُونَ » ؟. »
ـ « قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ ».
. لم يبق إذن إلا الصيرورة إلى هذا الحكم، الذي لا حكم غيره، وهو أن اللّه هو الخالق لكل شىء.. وأنه « الواحد » المتفرد بالخلق « القهار » الذي له كل مخلوق، ويخضع لسلطانه كل موجود.. عظيم أو صغير.. فى السماء، أو فى الأرض.. « فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً ؟.. » (٧٨ : النساء) قوله تعالى :« أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ... »
بقدرها : أي بحجمها، ومقدارها..
الزبد : الرغوة التي تتكون من السائل حين يضرب بعضه ببعض، كما يظهر ذلك فى لعاب البعير حين يهدر ويرغو، أو لعاب الإنسان حين يثور، ويرمى بالكلام فى اندفاع وقوة..