ج ٨، ص : ٦٩٢
« لابن القيّم » فى هذه القضية، يعتبر ـ فى رأينا ـ مقطع الفصل فيها، عند المؤمنين باللّه، وبما للّه من أحكام فى عباده..
يقول ابن القيّم فى كتابه :« روضة المحبين » :
« فأحكام العالم العلوىّ والسّفلىّ وما فيهما، موافقة للأمر..
إما الأمر الدينىّ، الذي يحبّه اللّه ويرضاه، وإما الأمر الكونىّ الذي قدّره وقضاه..
«و هو سبحانه لم يقدّره ـ أي الأمر الكونىّ ـ سدى، ولا قضاء عبثا، بل لما فيه من الحكمة والغايات الحميدة، وما يترتب عليه من أمور، يحبّ غاياتها وإن كره أسبابها ومبادئها..
« فإنه.. سبحانه وتعالى ـ يحبّ المغفرة، وإن كره معاصى عباده، ويحبّ الستر، وإن كره ما يستر عبده عليه، ويحبّ العتق وإن كره السبب الذي يعتق عليه من النار.. ويحب العفو، وإن كره ما يعفو عنه من الأوزار.. ويحبّ التوّابين وتوبتهم، وإن كره معاصيهم التي يتوبون إليه منها.. ويحب الجهاد وأهله، بل هم أحبّ خلقه إليه، وإن كره أفعال من يجاهدونهم..
ثم يقول :
« وهذا باب واسع، قد فتح لك، فادخل منه، يطلعك على رياض من المعرفة مونقة، مات من فاتته بحسرتها، وباللّه التوفيق.
ثم يقول :
« وسرّ هذا العباب، أنه ـ سبحانه ـ كامل فى أسمائه وصفاته، فله الكمال المطلق، من جميع الوجوه، الذي لا نقص فيه بوجه ما..