ج ٨، ص : ٦٩٧
أن تكون أداة بغى وعدوان.. فكان بهذا على مستوى من الحكمة والتدبير وحسن السياسة للملك، بما يكاد يتفرد به بين أصحاب الملك والسلطان..
وعلى هذا يمكن أن يقال : إن العبد الصالح نسيج وحده فى العلم الذي معه، وإن ذا القرنين، نسيج وحده كذلك فى دنيا الملوك والسلاطين، أصحاب الجاه والسلطان..
وثانيا : الأحداث التي اشتملت عليها كلتا القصتين..
ففى كل منهما ثلاثة أحداث، هى التي كشف عنها القرآن من أمر صاحبى القصة..
فخرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار.. هى الأحداث الثلاثة التي جرت على يد العبد الصالح..
وبلوغ مغرب الشمس، وبلوغ مشرقها، وإقامة السدّ.. هى أحداث ثلاثة، من أحداث ذى القرنين..
ثالثا : تحركات الرجلين..
كانت لكل منهما ثلاثة منطلقات.. كل منطلق إلى غاية من الغايات الثلاث، التي تولد من كل غاية منها حدث..
فالعبد الصالح، ينطلق فى كل مرّة، ومعه صاحبه موسى.. وكأن موسى هو السبب الذي كان عنه منطلقه إلى كل غاية من غاياته الثلاث :« فانطلقا »..
« فانطلقا ».
. « فانطلقا ».
وذو القرنين، ينطلق فى كل مرة، ومعه سبب، يتبعه سبب، حتى يبلغ غايته.. « فَأَتْبَعَ سَبَباً ».
. « ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً ».
. « ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً » !