ج ٨، ص : ٧٠٠
كبير مشقة.. فما هى إلا أن يمد يده إلى أي كتاب منها حتى يقع على ما يريد وأكثر مما يريد! وعلى هذا، فإننا سنقتصر على إشارة دالة على كل مشخص من هذه المشخصات، حسب مفهومنا له..
فأولا :
(ذو القرنين)
هو الإسكندر الأكبر، ملك مقدونيا، من بارد اليونان.. والذي استطاع أن يضم بلاد اليونان كلها إلى ملكه الذي ورثه عن أبيه، ثم استطاع كذلك أن يوسع دائرة مملكته شرقا وغربا، حتى ضمّ إليه بفتوحاته معظم العالم المعمور الذي كان معروفا فى وقته.. فبلغ الصين والهند شرقا، ودارت فى فلك دولته قرطاجنة، ومصر، والشام، والعراق، وإيران، وأفغانستان، والهند، وأطراف الصين..
أما سبب امتداد ملكه جهة الشرق لا الغرب، فلأن الشرق فى ذلك الحين، كان هو مركز النشاط الإنسانى، ومطلع العلوم والفنون، والآداب، وكان هو الذي يناظر بلاد اليونان التي كانت الشعلة المضيئة فى الظلام المنعقد على أوربا فى ذلك الحين.. ولهذا كان الاحتكاك دائما فى هذه العصور الغابرة، واقعا بين بلاد اليونان، وفارس، وما بينهما..
وقد تتلمذ الإسكندر على الفيلسوف اليوناني العظيم، أو المعلم الأول « أرسطو ».
. وساعده نبوغه العبقري على أن يهضم فلسفة « أرسطو » فى فترة قصيرة، وأن يتمثلها تمثيلا صحيحا، وأن يصفّيها من كلّ شائبة.. فكانت تلك الفلسفة غذاء صالحا لهذا العقل السليم المتفتح لاستقبال كل ما يمدّه


الصفحة التالية
Icon