ج ٨، ص : ٨٣٩
قوله تعالى :« وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى ».
الكلمة التي سبقت من اللّه سبحانه وتعالى، هى قوله تعالى للنبى الكريم :
« وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » فلو لا هذه الكلمة التي أعطاها اللّه سبحانه وعدا لنبيه الكريم « لَكانَ لِزاماً » أي لكان أمرا لازما لا محيص عنه، وهو أن يحلّ بهؤلاء المشركين، الذين عصوا رسول اللّه ما حلّ بغيرهم من القرون السابقة، الذين عصوا رسل اللّه..
ـ وقوله تعالى :« وَأَجَلٌ مُسَمًّى » معطوف على قوله تعالى :« كَلِمَةٌ سَبَقَتْ ».
. أي لو لا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمّى لكان لزاما..
وقدّم جواب لو لا على بقية الشرط، للاهتمام به، والإلفات إليه.. وأن كلمة اللّه هى الرحمة التي رحمهم بها بفضل مقام النبىّ الكريم فيهم.. فلعلّ هؤلاء المشركين يعرفون نعمة اللّه فيهم، ومقام النبي بينهم..
والأجل المسمى، هو ما قدّر لهم من آجال فى هذه الدنيا..
قوله تعالى :«فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى ».
الخطاب للنبى صلى اللّه عليه وسلم، وهو دعوة له بالصبر على ما يكره من أقوال المشركين المنكرة التي يرمونه.. بها وليجعل من تسبيح ربّه، وذكره وحمده وشكره، غذاءه الذي يتغذّى به، ودواءه الذي يتداوى به، فى أوقات