ج ٨، ص : ٨٤٤
لقد قطعت حجتهم.. فهذا رسول اللّه بينهم، وهذا كتاب اللّه يتلى عليهم.. فما ذا هم قائلون لو أخذهم اللّه ببأسه، وأوقع بهم عذابه ؟
قوله تعالى :«قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ.. فَتَرَبَّصُوا.. فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى »..
وبهذه الآية تختم السورة الكريمة، لتنهى موقفا من مواقف الدعوة، بين النبىّ والمشركين..
إنهم قد أبلغوا رسالة ربّهم، وقد صرّفت لهم الآيات، وضربت لهم الأمثال، وأقيمت الحجج والبراهين.. وها هم أولاء على مفترق الطرق.. فإما أن يأخذوا يمينا أو شمالا.. إما أن يؤمنوا باللّه، ويستجيبوا لرسول اللّه، فتسلم لهم دنياهم وآخرتهم جميعا.. وإما أن يصدّوا عن سبيل اللّه، ويأخذوا طريقهم مع أهوائهم وشياطينهم، فيخسروا الدنيا والآخرة معا.. وستكشف الأيام ما يكون منهم..
وسيعلم الظالمون لمن عقبى الدار! بعون اللّه تم الكتاب الثامن، ويليه الكتاب التاسع إن شاء اللّه.
وفيه تفسير الجزءين السابع عشر والثامن عشر.. وعلى اللّه قصد السبيل، ومنه سبحانه السداد والتوفيق، وله الحمد فى الأولى والآخرة.