ج ٩، ص : ١٠٥١
أما دعوته فرعون إلى الإيمان باللّه، فهى من مستلزمات دعوته إلى إطلاق بنى إسرائيل، تلك الدعوة المأمور بها من اللّه.. فإذا لم يؤمن فرعون باللّه، فلن يستجيب لهذه الدعوة..
ـ وفى قوله تعالى :« فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ. »
هو تهديد للمشركين، الذين تصدوا للنبىّ وكذبوه، وآذوه.. فإن يكن اللّه قد أملى لهم، أي أمهلهم، ولم يعجل لهم العذاب فإنه سبحانه قد أملى للكافرين قبلهم.. ثم أخذهم أخذ عزيز مقتدر..
ـ وفى قوله تعالى :« فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ » استفهام يراد به التقرير، والإلفات إلى ما أخذ اللّه به الكافرين المكذبين برسل اللّه.. « فمنهم من أغرقه اللّه، ومنهم من خسف به الأرض، ومنهم من أرسل عليه حاصبا، ومنهم من أخذته الصيحة.. »
والنكير : الإنكار المنكر.. ونكير اللّه هو إنكاره على الكافرين كفرهم، وليس وراء هذا الإنكار، إلا البلاء المهين، والعذاب الأليم..
قوله تعالى :« فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ.. »
هو بيان لنكير اللّه سبحانه وتعالى، ووقعات بأسه بالظالمين والضالين..
فكثير من قرى الظالمين قد أهلكها اللّه، وأنزل بها عذابه، فوقع عليها وهى قائمة على ما كانت عليه من ظلم وطغيان.. وهذه القرى قد خوت على عروشها،