ج ٩، ص : ١١٣٦
إن الإيمان بالبعث فرع عن الإيمان باللّه، وبقدرته، وعلمه، وحكمته..
فإذا لم يكن إيمان باللّه، أو دخل على هذا الإيمان خلل وفساد ـ لم يكن أمر البعث ممكن التصور.. كما يقول الشاعر الجاهلى.
حياة ثم موت ثم بعث ؟ حديث خرافة يا أمّ عمرو
قوله تعالى :«إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ » هى قوله القومين ـ عاد وثمود ـ قالها كل قوم لرسولهم، فرموه بالافتراء والكذب على اللّه.
« قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ » وتلك هى صرخة كل من الرسولين إلى ربه، وفزعته إليه.. وقد كانت تلك هى صرخة نوح وفزعته إلى ربه من قبل :« رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ ».
« قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ ».
وقد استجاب اللّه للرسولين الكريمين، بهذا الوعيد الذي توعّد به القوم الظالمين..
« فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ » الصيحة : هى الزلزلة، التي رجّت ديار القوم، وأتت على كل شىء وإذا كان عاد قد أهلكوا بريح صرصر عاتية، كما يقول اللّه تعالى :« وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ ».
. وإذا كانت ثمود قد أهلكت بالصيحة. وقد سماها القرآن « الطاغية »