ج ٩، ص : ١١٦٩
قوله تعالى :« قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ؟ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ.. قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ ».
هذا سؤال، لا يجيب عليه الإجابة الصحيحة إلا من عقل وعلم..
لمن هذه الأرض ومن فيها، من عوالم ومخلوقات ؟
جواب واحد عند أهل الدراية والعلم.. إنها للّه..
وقد ألزمهم اللّه سبحانه وتعالى حجّة أهل العلم.. فإن لم يكونوا عالمين، كان عليهم أن يأخذوا بقول العالمين.. وإلا فإى الناس هم ؟ إنهم ليسوا علماء، وليسوا بالمنتفعين بعلم العلماء.. والأعمى إذا لم يسلم يده للمبصر..
تخبط، وضلّ وهلك.. وإذن فهم فى الهالكين، إذا لم ينزلوا على هذا الحكم الملزم، ولم يأخذوا به..
قوله تعالى :« قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ؟ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ! قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ ؟ » وسؤال آخر.. يحتاج إلى نظر أوسع، وعلم أكثر! من ربّ السموات السبع وربّ العرش العظيم ؟.
إنهم لمحجوجون بقول أهل الدراية والمعرفة.. إنها جميعا للّه.. هكذا يقرر أهل الدراية والعلم.
فليقولوا هذا.. وإنهم إن لم يقولوه اختيارا قالوه اضطرارا.
وإنهم إذا سلموا بهذا ـ ولا بد من التسليم به ـ فلم لا يتقون اللّه ؟ ولم لا يخشون بأسه، وهو المالك المتصرف فى هذا الوجود كله.. لا شريك له ؟