ج ٩، ص : ١٢١٣
اللغة العربية الصحيحة كلمة تلزمها همزة القطع فى « ال » التي للتعريف..
« والبتة » لا تنطق ابتداء أو وصلا إلا بهمزة القطع محققة، على ما استعمله عليها أصحابها.
٣ ـ كلمة « البتة » هذه ـ فوق أنها غريبة ـ هى أيضا زائدة لا حاجة إليها فى تقرير الحكم أو توكيده.. وقد جاء قوله تعالى :« الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ ».
. وكان من الطبيعي أن يجىء الحكم المتمم لهذه الآية هكذا :« والشيخ والشيخة فارجموهما.. نكالا من اللّه.. »
وإذن فهذه التي تسمى آية، أبعد ما تكون عن نظم القرآن، كما أنها أبعد ما تكون عن بلاغة الرسول، وبيانه المعجز..
وثانيا : إلى جانب هذا الذي يقال عنه إنه آية.. يروى هذا الحديث عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم :« خذوا عنى.. خذوا عنّى.. قد جعل اللّه لهن سبيلا.. البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم ».
وهذا الحديث ـ إن صح ـ وقد صححه رجال الحديث، يكون أشبه بالناسخ لآية « الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي » ولآية :« الشيخ والشيخة ».
. صارفا النظر عنهما إلى الأخذ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذ لا معنى للقول :« خذوا عنى خذوا عنى » إلا صرف النظر عن كلّ ما جاء فى القرآن عن هذا الأمر، والأخذ بهذا الذي يقال.. وحاش لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن ينطق بهذا، وأن يتحدّى كلام اللّه الذي نزل عليه وبلّغه، فقد أخذ عنه المسلمون من قبل قوله تعالى :« الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ » !