ج ٩، ص : ١٢٢٦
مثلا : أشهد باللّه أن فلانا زوجى كاذب فيما اتهمني به.. تكرر ذلك أربع مرات.. ثم تقول فى الخامسة : إن غضب اللّه عليها إن كان من الصادقين..
وبهذا تدرأ عن نفسها العذاب الدنيوي، وهو الرجم.. أما فى الآخرة، فحسابها، وحساب زوجها على اللّه، سبحانه وتعالى، وهو الذي يعلم المحق من المبطل منهما.. إذ لا شك أن أحدهما كاذب.
ويترتب على هذا أن تطلّق المرأة من الرجل، ولها مهرها، من غير متعة، وتلزمها العدّة، ولا ينتسب ولدها الذي تأتى به إلى أبيه، بل ينسب إلى أمه، ولا يحلّ له زواجها أبدا.
وهذا ما يشير إليه قوله تعالى :« وَيَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكاذِبِينَ وَالْخامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْها إِنْ كانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ».
والدرء : الدّفع، والردّ.. والمراد بالعذاب هنا : الرجم.
قوله تعالى :« وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ».
جواب لو لا محذوف، وتقديره : ولو لا فضل اللّه عليكم، ورحمته بكم، وأنه تواب حكيم ـ لو لا هذا لعنتّم، ولما عرفتم هذه الحدود، وتلك الأحكام التي بينها اللّه لكم، والتي يحسم بها ما يقع بينكم من شر وفساد، وضياع للأنساب..
ثم إنه تعالى :« تَوَّابٌ » يقبل العاصين منكم، ويردّهم إلى حظيرة المؤمنين الصالحين، إذا هم تابوا وأصلحوا، وهو سبحانه :« حَكِيمٌ » فيما حدّد من حدود ورصد من عقوبات، للمعتدين على حدوده.