ج ٩، ص : ١٢٥٢
خمس مرات فى اليوم، فقال صلوات اللّه وسلامه عليه :« أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم، يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شى ء ؟ » قالوا : لا يبقى من درنه، قال « فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو اللّه بهن الخطايا ».
والزكاة، مطهرة... شأنها فى هذا شأن الصلاة، كما يقول اللّه تعالى :« خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها » (١٠٣ : التوبة)..
وهكذا الصوم، والحج، .. وكل طاعة، وكل قرية، هى مما يتطهر به الإنسان ويتزكى من ذنوبه وآثامه..
هذا إلى « التوبة » التي هى الباب الواسع الذي يدخل منه الآثمون جميعا إلى رحمة اللّه ومغفرته، فمن صحت توبته، صار نقيا طاهرا، كيوم ولدته أمه..
« إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ » (٢٢٢ : البقرة).
وهذا كله مما يفتح للمؤمن الطريق إلى أن يكون فى الطاهرين الزاكين، الذي يدخلون مع الداخلين فى قوله تعالى :« وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ ».
وقوله تعالى :« وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » هو بيان للراغبين فى الطّهر والتزكّى، وذلك بالانخلاع عما هم فيه من منكرات، والرجوع إلى اللّه، والتقرب إليه، بالعبادات والطاعات.. واللّه سبحانه وتعالى « سَمِيعٌ » لما تنطق به أفواههم، وما تتحدث به خواطرهم « عَلِيمٌ » بما فى قلوبهم من إخلاص فى العمل، وصدق فى التوبة..
قوله تعالى :« وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى