ج ٩، ص : ١٢٦٨
ـ « أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ ».
والطّفل : الولد، مادام ناعما، ويطلق على المفرد، والجمع، ويجمع على أطفال، ويقال للمرأة الناعمة طفلة.
وحكم الصغار ـ وإن كانوا غير محارم للمرأة ـ كحكم التابعين غير أولى الإربة من الرجال.. لأنهم فى تلك الحال بعيدون عن التفكير فى المرأة، وعن النظر إليها فى رغبة وشهوة..
وفى وصفهم بقوله تعالى :« لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ » إشارة إلى أنهم وهم فى سنّ الطفولة، لا يستطيعون التمييز بين ما هو عورة، وما ليس بعورة من المرأة..
فهؤلاء اثنا عشر صنفا من الرجال، ليس على المرأة حرج فى أن تبدى بعض زينتها فى وجودهن..
هذا، ويلاحظ فى هذا النظم، الذي جاءت عليه هذه الآية فى ذكر هؤلاء الأشخاص، أنه يأخذ ترتيبا تنازليا فى تضييق دائرة التخفف من الزينة، شيئا فشيئا.. بحيث تكون هذه الدائرة على سعتها كلها مع الزوج، ثم تبدأ تضيق شيئا فشيئا مع من بعده، حتى تبلغ حدها الأدنى مع « الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ »..
ونظرة فى هذا الترتيب، تدلّ على حكمة الحكيم، وتقدير العزيز العليم، لما فى النفس البشرية من نوازع وعواطف، تتحرك حسب ما يقوم بينها وبين العالم الخارجي من روابط وصلات.
وقوله تعالى :« وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ » أي ولا يأتين بأرجلهن حركة تنمّ عما يخفين من زينتهن.. وذلك بما يكون