ج ٩، ص : ١٢٧٠
التفسير :
قوله تعالى :« وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ.. إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ »..
الأيامى : جمع أيّم، وهو من لم تكن له زوجة، أو من لم يكن لها زوج..
والأمر موجه إلى المجتمع الإسلامى كله.. وهو نصح وإرشاد، وترغيب فى الزواج، وذلك لما فيه من وقاية، وحصانة، وتعفف.. وهو مما يعين على الاستجابة لما أمر اللّه به فى الآيات السابقة، من غضّ الأبصار وحفظ الفروج..
وفى هذا يقول الرسول الكريم :« يا معشر الشباب.. من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغضّ للبصر، وأحفظ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء »..
والباءة : القدرة على التزوج، وامتلاك الصلاحية له..
والوجاء : الخصاء، الذي به تموت الشهوة، وينقطع اتصال الرجل بالمرأة..
فالمسلمون مطالبون بأن يتحصنوا بالزواج، وأن يرغبوا فيه، وييسّروا أموره، وذلك حتى لا تفشو فيهم دواعى الفساد، والاعتداء على الفروج، أو حتى لا يتجه أصحاب الإيمان القوىّ إلى الرهبنة، التي تحرمها شريعة هذا الدين..
كما يقول الرسول الكريم :« النكاح سنّتى، فمن رغب عن سنتى فليس منّى.. »
وكما يقول صلوات اللّه وسلامه عليه :« لا رهبانية فى الإسلام »..
ـ وقوله تعالى :« وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ » معطوف على قوله تعالى :