ج ٩، ص : ٨٥٠
هو ردّ على ما اقترحه المشركون من أن يأتيهم النبىّ بآية كآيات المرسلين قبله..
فهل آمن أهل القرى الذين جاءتهم تلك المعجزات ؟ لقد كفروا بتلك الآيات، فأهلكهم اللّه.. وهل شأن هؤلاء المشركين غير شأن من سبقهم ؟
إنهم لو جاءتهم آية كتلك الآيات لن يؤمنوا، ولن ينجوا من هذا المصير الذي صار إليه المكذبون قبلهم.. أفليس من الضلال إذن أن يستعجلوا ما فيه هلاكهم ؟.
قوله تعالى :« وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ.. فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ».
إنهم ينكرون أن يكون رسول اللّه بشرا مثلهم.. فعلى أيّة صورة يكون الرسول المبعوث من اللّه إليهم ؟
ولم يكون رسولهم غير بشر، ورسل اللّه كلهم كانوا من البشر، ومن بين أقوامهم ؟ إن لم يعلموا هذا فليسألوا أهل العلم، الذين لا تخفى عليهم هذه الحقيقة السافرة.
وقيل إن « أَهْلَ الذِّكْرِ » هنا، هم أهل الكتاب، من اليهود والنصارى.
والأولى أن يكون « أَهْلَ الذِّكْرِ » هم كلّ من عنده علم بهذا، سواء أكان من أهل الكتاب أم من غيرهم..
قوله تعالى :« وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَما كانُوا خالِدِينَ ».