ج ٩، ص : ٩٧٩
وهذا عن النبات، وعن قدرة القادر، وصنعة الصّانع، فى أمر هو أقرب إلى الإنسان. وأيسر ـ فيما يبدو له ـ من عملية الخلق المعقدة، فى عالم الحيوان..
فهل له فى هذا أو ذاك يدان ؟
وإلى هنا ونحن ما زلنا بعد على شاطىء الحياة، بعيدا عن أعماقها وأغوارها.!
فإذا غرق الإنسان وهو ما زال على اليبس، فكيف به إذا خاض الماء، أو غاص فى أعماقه ؟
إنه لأسلم للإنسان إذن أن يقف حيث هو، وأن يظلّ على الشاطئ، يشهد ببصره، أو ببصيرته ما يرى من آيات اللّه، وآثار قدرته ورحمته فى تلك « المضغة » !.
وأيّة مضغة ؟ إنها المضغة، المخلّقة، التي نفخ فيها الخالق النفخة الأولى للحياة..
أمّا المضغة غير المخلقة، فقد وقفت عند الشاطئ.. ترابا مع هذا التراب.
فلنبدأ إذن فى متابعة هذه النطفة « المخلقة »، ولنرصد مسيرتها..
مرحلة مرحلة..
« وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ »..
فها هى ذى النطفة الآن فى سفينة الحياة.. وها هى ذى السفينة تتحرك رويدا على صدر هذا المحيط العظيم..
« ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا »..
وها هى ذى السّفينة تضرب فى ثبج المحيط، وتختفى رويدا رويدا عن