ج ٩، ص : ٩٩١
التفسير :
قوله تعالى :« ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ».
الإشارة هنا، إلى هذا العرض الرائع المعجز، الذي كشف عن آيات اللّه المبثوثة فى هذا الوجود، والتي تتجلى فيها عجائب قدرة اللّه، وحكمته، وعلمه، وذلك فيما تحدثت به الآية السابقة عن خلق الإنسان، وتطوره فى الخلق، من تراب ثم من نطفة، ثم من، علقة، ثم من مضغة مخلّقة وغير مخلقة، ثم الميلاد، والطفولة، والصّبا، والشباب، والكهولة والشيخوخة، وما بعد الشيخوخة..
فذلك البيان، إنما هو ليرى منه الناس دلائل الإيمان بأن اللّه هو الإله الحقّ، وما سواه باطل وضلال، وأنه ـ سبحانه ـ يحيى الموتى، وأنه على كل شىء قدير، لا يعجزه شىء، ولا تقف أمام قدرته حدود أو سدود.. فإذا أخبر ـ سبحانه ـ أن الساعة آتية، فذلك وعد حقّ، لا بدّ من أن يتحقق، وليس لمؤمن باللّه هذا الإيمان الذي قام على النظر فى عجائب صنع اللّه ـ ليس لمؤمن عندئذ أن يسأل بعد هذا، عن إمكانية البعث، وعن الصورة التي يكون عليها.. وإنما عليه أن يؤمن إيمانا مطلقا بأن الساعة آتية، وأن اللّه يبعث من