فصل في حصر مقاصد القرآن ونفائسه
قال حجة الإسلام الغزالى عليه الرحمة :
سر القرآن ولبابه الأصفى ومقصده الأقصى دعوة العباد إلى الجبار الأعلى رب الآخرة والأولى خالق السماوات العلى والأرضين السفلى وما بينهما وما تحت الثرى فلذلك انحصرت سور القرآن وآياته في ستة أنواع - ثلاثة منها هي السوابق والأصول المهمة - وثلاثة هي الروادف والتوابع المغنية المتمة أما الثلاثة المهمة فهي
١ تعريف المدعو إليه
٢ وتعريف الصراط المستقيم الذي تجب ملازمته في السلوك إليه
٣ وتعريف الحال عند الوصول إليه وأما الثلاثة المغنية المتمة - فأحدها تعريف أحوال المجيبين للدعوة ولطائف صنع الله فيهم وسره ومقصوده التشويق والترغيب وتعريف أحوال الناكبين والناكلين عن الإجابة وكيفية قمع الله لهم وتنكيله لهم وسره ومقصوده الاعتبار والترهيب
وثانيها حكاية أحوال الجاحدين وكشف فضائحهم وجهلهم بالمجادلة والمحاجة على الحق وسره ومقصوده في جنب الباطل الإفضاح والتنفير وفي جنب الحق الإيضاح والتثبيت والتقهير
وثالثها تعريف عمارة منازل الطريق وكيفية أخذ الزاد والأهبة والاستعداد
فهذه ستة أقسام. أ هـ ﴿جواهر القرآن لحجة الإسلام الغزالى صـ ٢٣ ـ ٢٤﴾