وفى الختام ما كان في هذا المؤلف من خير وعلم، فالفضل فيه لله تعالى وحده، ثم لأولئك العلماء النجباء النجوم الزواهر والقمم العوالى الذين تألق نجمهم وتلألأ نورهم، فرضى الله عنهم أجمعين، وأجزل لهم الأجر والمثوبة، وما كان من خطأ وتقصير فمن العاجز الفقير كثير الزلات، راجى عفو رب البريات، ومن الشيطان الرجيم، فمن رأى شيئا من ذلك فليدركه بفضلة من الحلم وليصلحه من جاد مقولا ـ على حد تعبير الإمام الشاطبى ـ ولا يصلحه من رأيه، بل يرجع إلى كتب أولئك الأعلام، فهم أهل الذكر في هذا التخصص، وهم المهرة في هذا السباق وما أحسن ما قيل :
وإن تجد عيبا فسد الخللا … جل من لا عيب فيه وعلا
والقرآن بحر متلاطم الأمواج لا قعر له ولا ساحل، تذهب فيه حيلة السابح
قال الإمام السمرقندى فى مقدمة تفسيره [ حـ ١ صـ ٢٥ ] : وقد روى عن على ـ رضى الله عنه ـ أنه قال : ما من شيء إلا وعلمه في القرآن غير أن آراء الرجال تعجز عنه انتهى كلامه ـ رحمه الله ـ.
والله أسأل أن يجعل هذا العمل المتواضع خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وأن يجعله لمن رام دخول جنة التفسير سراجا للطالبين، وعونا للباحثين وتذكارا للعلماء المحققين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
… أبو إبراهيم
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الحميد القماش
إمام وخطيب بدولة الإمارات العربية
رأس الخيمة ـ فى سبتمر ٢٠٠٣م