(٣)
وَعِتْرَتِهِ ثُمَ الصَّحَابَةِ ثُمّ مَنْ تَلاَهُمْ
عَلَى اْلإِحْسَانِ بِالخَيْرِ وُبَّلاَ
سئل مالك بن أنس رحمه الله عن عترة رسول الله ﷺ فقال هم أهله الأدنون وعشيرته الأقربون، وقال الجوهري عترة الإنسان نسله ورهطه الأدنون، قلت وهو معنى قول الليث عترة الرجل أولياؤه يعني الذين ينصرونه ويهتمون لأمره ويعنون بشأنه وليس مراد الناظم بالعترة جمع من يقع عليه هذا الاسم من عشيرة النبي ﷺ وإنما مراده المؤمنون منهم وهم الذين جاء فيهم الحديث (وإني تارك فيكم ثقلين كتاب الله وعترتي) وفي رواية موضع عترتي (وأهل بيتي)، وكأن ذلك تفسير للعترة وأهل بيته هم آله من أزواجه وأقاربه، وقد صح، أن النبي ﷺ سئل عن كيفية الصلاة عليه فقال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وفي رواية على محمد وعلى أزواجه وذريته، فكأنه فسر الآل بما في الحديث الآخر فلهذا لما صلى على النبي صلى على عترته ثم على الصحابة وإن كان بعضهم داخلا في العترة ليعم الجميع ثم على التابعين لهم بإحسان، ومعنى تلاهم تبعهم وقوله على الإحسان أي على طلب الإحسان أو على طريقة الإحسان أو على ما فيهم من الإحسان أو يكون على بمعنى الباء كما يأتي في قوله وليس على قرآنه متأكلا وفي تلا ضمير مفرد مرفوع مستتر عائد على لفظ من ووبلا جمع وابل وهو المطر الغزير وأصله الصفة ولذلك جمع على فعل كشاهد وشهد وهو منصوب على الحال من أحد الضميرين ني تلاهم إما المرفوع العائد على التابعين وإما المنصوب العائد على الصحابة أي مشبهين الوبل في كثرة خيرهم أو يكون حالا منهما معا كقوله لقيته راكبين فإن كان حالا من المرفوع المفرد فوجه جمعه حمله على معنى من وبالخير متعلق بوبلا من حيث معناه أي جائدين بالخير، ويجوز أن يتعلق بتلا أي تبعوهم بالخير على ما فيهم من الإحسان وإن جعلنا على بمعنى الباء كان قوله بالخير على هذا التقدير


الصفحة التالية
Icon