فسبحان من سلكه ينابيع في القلوب، صرفه بأبدع معنى وأغرب أسلوب، لا يستقصي معانيه فهم الخلق فلا يحيط بوصفه على الإطلاق ذو اللسان الطلق فالسعيد من صرف همته إليه ووقف فكره وعزمه عليه، والموفق من وفقه الله لتدبيره واصطفاه للتذكير به وتذكره فهو يرتع من رياض، ويكرع منه في حياض.
أندي على الأكباد من قطر الندي وألذ في الأجفان من سنة الكري
يملأ القلوب بشرا ويبعث القرائح عبيراً ونشراً، ويحيي القلوب بأوراده ولهذا سماه روحاً، فقال :" يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ " ﴿غافر : ١٥﴾
فسماه الله روحاً، لأنه يؤدي إلى حياة الأبد ولولا الروح لمات الجسد فجعل هذا الروح سبباً للاقتدار وعلماً على الاعتبار.
يزيد على طول التأمل من بهجة كأن العيون الناظرات صياقل ( ١ )